موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 26 فبراير 2010, 5:59 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة آسفة جدا لكن النت كان فاصل بس ماعلينا
طبعا اكييد بنصلى على الرسول الكريم فى كل وقت لكن اليوم خاص جدا وعظيم جدا
واكيييد ان شاء الله الصلاة عليه هتزززيييد جدا جدا جدا
عجائب الصلاة على الرسول
ماذا يحدث لو صليت وسلمت على حبيبنا وقدوتنا ومعلمنا وقائدنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم.......
1- تكون اولى الناس برسول الله قال الحبيب المصطفى ( اولى الناس بى يوم القيامة اكثرهم على صلاة)
2-تتنزل عليك عشر رحمات من ربك ويصلى الله عليك عشر قال الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم)"من صلى على واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"
3-تنال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الحسرة والذهول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)"من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا ادركته شفاعتى يوم القيامة"
4-غفران الذنوب وما اعظمه من اجر "قال ابى بن كعب يا رسول الله انى اكثر من الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتى قال (ماشئت)قال الربع قال (ماشئت وان زدت فهو خير)قال الثلث قال (_ماشئت وان زدت فهو خير)قال النصف ٌقال (ما شئت وان زدت فهو خير) قال الثلثين قال(ماشئت وان زدت فهو خير)قال يارسول الله فاجعل صلاتى كلها لك فقال الرسول(اذا تكفى ويغفر ذنبك) لن تكون ممن وصفهم الكريم بالبخل ؛قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم) "اتدرون من البخيل :-ليس البخيل بخيل الدينار والدرهم ولكن البخيل من سمع اسمى ولم يصلى على" صلى الله عليه وسلم
يشرق نور من قلبك يضيئ له وجهك
-5 يجعلك تتذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرته، فتمشي على خطاه في كل لحظة
-6 تشعر بلذة وسكينة عجيبة في القلب وسعادة مصدرها علوي لو علمها الآخرين لقاتلونا عليها ولحركوا ألسنتهم بالصلاة على الحبيب.
-7 تجمع عليك تركيزك وحفظك وفهمك وتقديرك للأمور
8 -تعتلي وجهك هيبة ووقار
إن الصلاة على رسول الله شمس لا تغيب حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيب
فإذا دعوت الله في أمر عصي أو عصيب فابدأ دعاءك واختتمه بالصلاة على الحبيب
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 26 فبراير 2010, 6:12 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله خاتم المرسلين ورحمة الله للعالمين
جمييل جدا ياد/عمرو ود/ عبد الله
نفعنا الله بما قدمتم وجعله فى ميزان حسناتكم وجعله من اسباب فرح الرسول بنا وفخره فى هذا اليوم الجميل
آمييين
فى هذا اليوم الجميل وفى كل وقت اصف حبي للرسول صلي الله علية و سلم باتباع سنتة في كل وقت وحين و الصلاة علية واقدم هذه القصيدة المقتبسة لهذه المناسبة
ريم على القاع بين البان والعلَم --------------------أحَل سفكْكَ دمى فى الأشهر الحُرُم لما رَنا حدثتني النفسُ قائلة ------------------- يا ويح جنبِكَ بالسهم المُصيبِ رُمى جحدتُها وكتمتُ السهم فى كبدي ------------------- جٌرْحُ الأحبة عندي غير ذي ألــــم يا لائمي فى هواهُ والهوى قدَرٌ ------------------ لو شفك الوجد لمْ تعذلْ ولم تلــــــُم لقد أنلتك أذْنا غير واعية ----------------- ورب منتصبٍ والقلبُ فى صَمَـــــم يا ناعس الطرف لا ذُقت الهوى أبدً ---------------- أسهرت مضناك فى حفظ الهوى, فنم يا نفس دنياكٍ تُخفى كل مبكية ---------------- وإن بدا لكِ منها حُسنُ مُبتســـــــــــم صلاحُ أمرِك للأخلاق مرِجعُه --------------- فقوم النفسَ بالأخلاقِ تستقِــــــــــــــمِ والنفسُ من خيرِها فى خير عافيةٍ ---------------- والنفس من شرّها فى مَرْتع وخــــم تطغى إذا مُكنتْ من لذة وهوًى ----------------- طَغى الجِيادِ إذا عضت على الشُكم إذا جَل ذنبى عن الغفران لي أملٌ ---------------- فى اللهِ يجعلني فى خير معتصـــــم ألقى رجائي إذا عز المُجيرُ على ---------------- مفرج الكرْب فى الداريْن والغُمَـــم إذا خفضت جَناحَ الذل أسألٌهٌ -----------------عزِ الشفاعِة لم أسألْ سوى أمَــتــم وإن تقدم ذوى تقوى بصالحةٍ --------------- قدّمتُ بين يديه عَبرةَ النـــــــــــــدَم لزِمتُ باب أمير الأنبياء ومن ------------- يُمْسِكْ بمِفتاحِ باب الله يغتنـــــــــــــمِ محمد صفوة الباري ورحمتُه -------------- وبغُيَة الله من خلْقٍ ومن نَسَـــــــــم ونودىَ اقرأ تعالى الله قائلُها ---------------- لم تتصِلْ قبلَ مَن قيلتْ له بفــــم هناك أذنَ للرَحمن فامتلأت -------------- أسماعُ مكة من قُدسِيةِ النغَــــــــــم فلا تسلْ عن قريشٍ كيفَ حيْرَتُها -------------- وكيف نُفرتها فى السهل والعلــــم تساءلوا عن عظيمٍ قد ألم بهم -------------- رمَى المشايخ والولدَن باللمَــــــم سَرَت بشائِر بالهادي ومولِده
------فى الشرق والغرب مَسْرَى النور فى الظلم تخطفتْ مُهَج الطاغين من عربٍ -------------- وطيرت أنفسَ الباغين من عجم يُعذبان عباد الله فى شُبهٍ ------------- ويَذبَحان كما ضحيتَ بالغَنــــــم والخلق يفتِك أقواهم بأضعفِهم ------------- كالليثِ بالبٌهْم أو كالحوتِ بالبَلَـم أسرَى بك الله ليلاً إذ ملائكهُ ------- والرسلُ فى المسجد الأقصى على قدم لما خطرْتَ به التفوا بسيدهم ---------- كالشهبِ بالبدر أو كالجند بالعلــــم صلى وراءك منهم كل ذي خطرٍ -------------- ومن يفُزْ بحبيبِ الله يأتمـــــم جُبْتَ السماوات أو ما فوقهنّ بهم --------------على منورة درية اللُجُـــتـــــم مشيئة الخالق الباري وصنعتُه -------------- وقدرة الله فوق الشك والتُهَــم حتى بلغتَ سماءً لا يطارُ لها ----------- على جناحِ ولا يسعى على قدم وقيل كل نبي عند رُتبته ------------ ويا محمدُ هذا العرشُ فاستلـم يا رب هبت شعوب من منيتها ---------- واستيقظت أمم من رقدة العـدم رأى قضاؤك فينا رأى حكمته --------- أكْرم بوجهك من قاضٍ ومنتقــم فالطُف لأجل رسول العالمين بنا ----------- ولا تزد قومه خسفا ولا تسُـم يا رب أحسنت بَدْءَ المسلمين به -------- فتمِم الفضل وامنح حُسن مختتـم
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 26 فبراير 2010, 6:19 pm
ننتظر فريق المناسبات الإسلامية بإعداد اللجنة الدينية
وجزاكم الله خيراً يا دكتورة
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 26 فبراير 2010, 6:23 pm
نسبه صلى الله عليه وسلم : هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
أسماؤه صلى الله عليه وسلم : عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: { إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: { أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].
طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم : اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم } [مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { هو فينا ذو نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].
ولادته صلى الله عليه وسلم : ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً.
قال علماء السير: لما حملت به آمنة قالت: ما وجدت له ثقلاً، فلما ظهر خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب. وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت، انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني]. وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.
رضاعه صلى الله عليه وسلم : أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك. ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.
صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم . [أحمد والحاكم وصححه].
زواجه صلى الله عليه وسلم : تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها. وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أولاده صلى الله عليه وسلم : كل أولاده صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس.
فالذكور من ولده: القاسم وبه كان يُكنى، وعاش أياماً يسيرة، والطاهر والطيب. وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.
بناته صلى الله عليه وسلم : زينب وهي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنجبت له الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد رقية رضي الله عنهن جميعاً. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف. والبنون ثلاثة على الصحيح.
مبعثه صلى الله عليه وسلم : بعث صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه. فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ.. قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ.. فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: { اقْرأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [العلق:1-5]. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت: أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب الدهر. ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب إلى خديجة وقال: زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ فَطَهِّر } [المدثر:1-4]. فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله، فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله تعالى الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى والعقوبة، وصان الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له. قال ابن الجوزي: وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: { فاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَر } [الحجر:94]. فأعلن الدعاء. فلما نزل قوله تعالى: { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء:214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه فقال: ( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا ما جربنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام، فنزل قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ } إلى آخر السورة. [متفق عليه].
صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى: ولقي صلى الله عليه وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب، وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فرارا من الظلم والاضطهاد فخرجوا. قال ابن إسحاق: فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تطمع فيه حياته، وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: { لما مات أبو طالب تجهَّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم ما أسرع ما وجدت فقدك }. وفي الصحيحين: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي، وسلا جزورٍ قريب منه، فأخذه عقبة بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه عن ظهره، فقال حينئذ: { اللهم عليك بالملأ من قريش }. وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله؟
رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه: فلما اشتد الأذى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام، فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى، ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، فقرر صلى الله عليه وسلم الرجوع إلى مكة. قال صلى الله عليه وسلم : { انطلقت – يعني من الطائف – وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب – ميقات أهل نجد – فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردّوا عليك، وقد أرسل لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين – جبلان بمكة – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً } [متفق عليه]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في كل موسم، فيعرض نفسه على القبائل ويقول: { من يؤويني؟ من ينصرني؟ فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي! }. ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر فدعاهم فأسلموا، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا قومهم، حتى فشا الإسلام فيهم، ثم كانت بيعة العقبة الأولى والثانية، وكانت سراً، فلما تمت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالاً.
هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبو بكر إلى المدينة فتوجه إلى غار ثور، فأقاما فيه ثلاثاً، وعني أمرهم على قريش، ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة، فبنى فيها مسجده ومنزله.
غزواته صلى الله عليه وسلم : عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، لَيهَلِكُنَّ، فأنزل الله عز وجل: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا } [الحج:39]. وهي أول آية نزلت في القتال. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعاً وعشرين غزاة، قاتل منها في تسع: بدر، وأحد، والريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، وبعثَ ستاً وخمسين سرية.
حج النبي صلى الله عليه وسلم واعتماره : لم يحج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجر إلى المدينة إلا حجة واحدة، وهي حجة الوداع. فالأولى عمرة الحديبية التي صدّه المشركون عنها. والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة عمرته مع حجته.
صفته صلى الله عليه وسلم : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون - أي أبيض بياضاً مشرباً بحمرة - أشعر، أدعج العينين –أي شديد سوادهما – أجرد –أي لا يغطي الشعر صدره وبطنه -، ذو مَسرُبه – أي له شعر يكون في وسط الصدر والبطن.
أخلاقه صلى الله عليه وسلم : كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعاً، وأكرمهم عشرة، قال تعالى: { َإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ } [القلم:4]. وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعاً، وكان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان صلى الله عليه وسلم يأكل ما وجد، ولا يدُّ ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئاً ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في أبياته صلى الله عليه وسلم نار، وكان صلى الله عليه وسلم يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز. وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، وقال: { خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي } [الترمذي وصححه الألباني]، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!. وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنَّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.
فضله صلى الله عليه وسلم : عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { أعطيت خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الناس كافة } [متفق عليه]. وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا أول الناس يشفع يوم القيامة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة }. وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشقُّ عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفع }.
عبادته ومعيشته صلى الله عليه وسلم : قالت عائشة رضي الله عنها: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه، فقيل له في ذلك، فقال: أفلا أكون عبداً شكوراً } [متفق عليه]، وقالت: وكان مضجعه الذي ينام عليه في الليل من أَدَمَ محشوّاً ليفاً!! وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظلُّ اليوم يَلتَوي ما يجد دِقْلاً يملأ بطنه – والدقل ردئ التمر -!! ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات، فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، ووفقنا الله لطاعته، وحشرنا على كتابه وسنته آمين، آمين.
من أهم الأحداث: الإسراء والمعراج : وكان قبل الهجرة بثلاث سنين وفيه فرضت الصلاة. السنة الأولى : الهجرة - بناء المسجد - الانطلاق نحو تأسيس الدولة - فرض الزكاة. السنة الثانية : غزوة بدر الكبرى وفيها أعز الله المؤمنين ونصرهم على عدوهم. السنة الثالثة : غزوة أحد وفيها حدثت الهزيمة بسبب مخالفة تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم ونظر الجنود إلى الغنائم. السنة الرابعة : غزوة بني النضير وفيها أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير عن المدينة لأنهم نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين. السنة الخامسة : غزوة بني المصطلق وغزوة الأحزاب وغزوة بني قريظة. السنة السادسة : صلح الحديبية، وفي هذه السنة حُرّمت الخمر تحريماً قاطعاً. السنة السابعة : غزوة خيبر، وفي هذه السنة دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مكة واعتمروا، وفيها أيضاً تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حُيَيّ. السنة الثامنة : غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وفتح مكة وغزوة حُنين ضد قبائل هوازن وثقيف. السنة التاسعة : غزوة تبوك وهي آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ، وفي هذه السنة قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وسمي هذا العام عام الوفود. السنة العاشرة : حجة الوداع، و حج فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف مسلم. السنة الحادية عشرة : وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول مع اختلاف في تحديد هذا اليوم من الشهر. وتوفي صلى الله عليه وسلم وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون سنة قبل النبوة، وثلاث وعشرون سنة نبياً رسولاً، منها ثلاث عشرة سنة في مكة، وعشر سنين بالمدينة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
المصادر: - تهذيب الأسماء واللغات للنووي. - التبصرة والحدائق لابن الجوزي. - زاد المعاد لابن القيم. - السيرة النبوية للذهبي. - جوامع السيرة النبوية لابن حزم. - الفصول في سيرة الرسول (ابن كثير). - صحيح السيرة النبوية، إبراهيم العلي. وأصلي على النبي الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما كان من صواب فمن الله عز وجل وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
نور الهدى بدون لقب
عدد المساهمات : 724 تاريخ التسجيل : 06/09/2009 الموقع : اللا منتظر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم السبت 27 فبراير 2010, 1:55 am
شغل رائع ماشاء الله يا دكاترة ربنا يخليكم جزاكم خيرا شغل حلو اوى يا آية صلى الله علية وسلم
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 28 فبراير 2010, 1:04 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا ل د/ عبدالله على المتابعة وعلى الموضوعات الجميلة وشكرا يانور على المرور الجميل ده
واحب اعلن اناحنا مستمرين طوال هذا الشهر الكريم ان شاء الله ومازال للحديث بقية
اقتباس :
ننتظر فريق المناسبات الإسلامية بإعداد اللجنة الدينية
وجزاكم الله خيراً يا دكتورة
وفكرة جميلة جدا يا د/ عبدالله وانا مستعدة باذن الله فهى دى المناسبات الحقيقية
نفعنا الله واياكم ووفقنا الى مايحب ويرضى
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الثلاثاء 02 مارس 2010, 10:07 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو ان احنا فعلا نفسنا قصير فى الصبرعلى الاشياء لكن الله المستعان ونكمل ان شاء الله حتى بعد يوم مولد الحبيب فو الله بهذا الشهر من الحتفال ما وفيناه جزء صغير من حقه ولكنها علها تكون جناح البعوضة فى ضرب المثل بحبنا لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)
وآسفة جدا على التقصير وربنا يعيننا جميعا الى ما يحب ويرضى
ولذلك كان من الضرورى ان نجدد نيتنا لله عز وجل ونقوى عزيمتنا لما نفعل فاحببت ان اتكلم عن بعض الاسباب التى تجعلنا نتبعه (صلى الله عليه وسلم) ونتفحص سنته لنتعلم منها
: الأساس الإيمانى لاتباع الرسول
قد يرضخ الإنسان لقانون خشية عقوباته، وقد يطيع حاكما أو رئيسا أو مديرا خشية نقمته، لكن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم أمر فريد؛ حيث يعتمد على ثوابت ورواسخ إيمانية، تجمع بين عمق الإيمان وقوة القناعة أن النبي صلى الله عليه وسلم حقيق وجدير بأن يُتبع كما قال تعالى :" َقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " [الأحزاب : 21].
ومن هذه الأسس في الاتباع ما يلي:
أولا:
أنه أحب خلق الله إلى الله، لقوله تعالى :" قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ " [الزخرف : 81]. وقد رأى الإمام علي أن هذه أفضل آية امتدح ربنا فيها نبيه، وتفسيري لذلك أن غاية خلق الجن والإنس هي العبادة لقوله تعالى : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُــدُون" [الذاريات : 56]، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وصل إلى الذروة والقمة في العبادة، فهو أفضل الخلق أجمعين عند ربنا جل وعلا. وحسن الاتباع هو الدليل العملي على حب الله وحب النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ " [آل عمران : من الآية 31].
ثانيا:
أنه أكمل خلق الله أخلاقا وأرفعهم قدرا، وقد وصفه الله في قرآنه بقوله:" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " [القلم : 4]، فعلا النبي صلى الله عليه وسلم على الأخلاق حتى صارت تُستمنح منه، وتستقى من فعاله ، وتقتدى من تصرفاته، وصار معيارا للمكارم الأخلاقية. كما قال الشاعر أحمد شوقي:
زانتك في الخلق العظيم شمائل يُغرى بهن ويُولع الكرماء
وإذا كان الإنسان مولعاً بحب صديق أو زوجة أو أستاذ أو تلميذ، فعند السراء أو الضراء لا يفوت الإنسان ثلمة في خلق، أو فجوة في أدب، فيعالجها الإنسان بأن فيّ نقصا كما في غيري، فيحتمل الزوجان والأصدقاء والشركاء والآباء والأبناء من هذه السفاسف ما يحفظ للود البقاء. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلما أمعَنت في سيرته، وأكَثرت من معرفة أخلاقه في العسر واليسر، والمرض والصحة، والسفر والحضر، فلن تجد إلا الكمال الأخلاقي في كل ما دقَّ وجلَّ.
ثالثا:
أنه صاحب المعجزات الكبرى، وأهمها القرآن الكريم وهو المعجزة الإيمانية العلمية الأخلاقية التشريعية اللغوية البلاغية التي أعجزت الجن والإنس أن يأتوا بسورة مثله. ومن معجزاته أيضا: انشقاق القمر ونطق الحجر والشجر بين يديه، وكثرة الطعام والشراب بين أصابعه، والإسراء والمعراج، " ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ( فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) " [النجم]، ونزول المطر بعد قحط لما دعا ربه، وخروجه بين المتربصين لقتله فضرب التراب في وجوههم وخرج سليماً من بينهم، ومسح على عين علي بن أبي طالب لما اشتكى منها فبرأت، ورد عين قتادة عندما سقطت على وجنتيه فصارت أحدّ من العين الصحيحة، ومسح على رجل أبي بكر لما لدغته حية في غار ثور فبرأت، ومسح على رجل عبدالله بن عتيك الأنصاري لما أصيب بها عند قتله رافع بن أبي الحقيق اليهودي فما اشتكى منها حتى مات، ودعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وطول العمر، فعاش نحو 100 عام وكثر نسله، وكان له نخل يثمر في كل سنة مرتين، ودعا على مجرمي قريش، وأشار إلى مصارعهم قبل غزوة بدر، فقتلوا في المواضع نفسها.
هذه بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم التي تضاعف الحب القلبي، واليقين العقلي أن الرسول النبي صلى الله عليه وسلم جدير بحسن الاتباع والاقتداء بهديه، وفي واقعنا إذا رأى الناس من عالِم اختراعا، أو من رئيس إنجازا، أو من طالب تفوقا، أو من لاعب تميزا، أو من فنان مهارة، فإنهم يهيمون به، ويكثرون ذكره، ويقلدونه في كل شيء: في كلامه، ومشيته، وتسريحة شعره، وفي شكل لُباسه، وفي نوع ساعته، ونظارته، وحزامه، بل وحذائه!
أفلا يكون رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي جمع هذه المعجزات الغفيرة المتنوعة الخارقة التي تستحيل على أحد أن يكررها، أفلا يكون جديرا بغاية الحب وحسن الاتباع لهديه صلى الله عليه وسلم ؟!
رابعا:
أنه شديد الحب لأمته عظيم الشوق لرؤيتنا، لما روي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وددت أني لقيت إخواني ، فقال أصحابه : أوليس نحن إخوانك ؟ قال : أنتم أصحابي ، و لكن إخواني الذين آمنوا بي و لم يروني"، (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، ص2888)، وقد انفرد صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء في الدعوة المجابة، حيث تعجلوا في دعوتهم، لكنه صلى الله عليه وسلم - شغفا بنا، وحرصا علينا، وإنقاذا لنا- أجّل دعوته المستجابة شفاعة لنا يوم القيامة، ولما وجهت له أرقى التحية ليلة المعراج في الملأ الأعلى: "السلامُ عليكَ أيها النبيُّ رحمة والله وبركاته" كان جوابه صلى الله عليه وسلم رائعا حيث عطفنا عليه فقال: "السلامَ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين".
أفننساه في الملأ الأدنى، ذلك لعمري في القياس فظيع! وأقول لإخواني وأخواتي إذا كان فينا قلب يشعر أو ينبض أو عقل يفكر فنجد هذا المستوى من الحب العميق من رسول الله لنا، لا يسعنا إلا أن نبادله حبا بحب وشوقا بشوق، وإنا نشهدك يارب الأرباب أننا نحب نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ونشتاق إلى لقائه فاجمع بيننا وبينه كما آمنا به ولم نره، ولاتفرق بينناوبينه حتى تدخلنا مدخله .
نور الهدى بدون لقب
عدد المساهمات : 724 تاريخ التسجيل : 06/09/2009 الموقع : اللا منتظر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 05 مارس 2010, 7:50 am
بسم الله أحببت أن أقدم لكم جزء من الصلوات على رسولنا الحبيب محمد كنا نحفظها و نبتهلها فى يوم ميلادة و كل يوم و خاصة يوم الجمعة صحيح متأخرة بس وجدت أنكم قدمتم الكثير فى الايام اللى فاتت فقلت حتى تكون يالتناوب
بسم الله
أولا : هنذكر فضل الصلاة على النبى
قال صل الله علية وسلم :"أولى الناس بى أكثرهم على صلاة "
و قال لية الصلاة و السلام :"من صلى على صلت علية الملائكة مادام يصلى على ، فليقلل عند ذلك أو ليكثر "
و قال صلى الله علية وسلم :"بحسب المرء من البخل أن أذكر عنده و لا يصلى على "
و قال صلى الله علية وسلم " أكثروا الصلاة على يوم الجمعة "و قال من صلى على من أمتى مرة واحدة كتبت له عشر حسنات و محيت عنه عشر سيئات "
و أختم بقول ربى
" أن الله و ملائكته يصلون على النبى ، يا أيها النبى صلوا علية و سلموا تسليما " صدق الله العظيم
و بمناسبة يوم الجمعة تلك سأذكر لكم جزء من الصلوات على رسولنا الحبيب محمد و المستحبة فى كل يوم جمعة
بسم الله نبدأ
أسألك اللهم بالأسماء الى دعاك بها سيدنا آدم علية السلام ،و بالأسماء التى دعاك بها سينا نوح عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا هود علية السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا ابراهيم علية السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا صالح عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا يونس عليه السلام ، و بالاسماء التى دعاك بها سيدنا أيوب عليه السلام ،و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا أيوب عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا يعقوب عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا يوسف عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا موسى عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا هارون عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا شعيب عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا إسماعيل عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا داود عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا سليمان عليه السلام ، و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا زكريا عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا يحى عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا أرمياء عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا شعياء عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا إلياس عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا اليسع عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا ذو الكفل عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا يوشع عليه السلام و بالأسماء التى دعاك بها سيدنا عيسى عليه السلام و بالأسماءء التى دعاك بها سيدنا محمد صلى الله علية و سلم و على جميع النبيين و المرسلين : أن تصلى على سيدنا محمد نبيك عدد ما خلقته من قبل أن تكون السماء مبنية و الأرض مدحية و الجبال مرسية و البحارة مجراة و العيون منفجرة و الأنهار منهمرة و الشمس مضحية و القمر مضيئا و الكواكب مستنيرة ، كنت حيث كنت لا يعلم أحد حيث كنت أنت وحدك لا شريك لك ....
اللهم صل على سيدنا محمد عدد كل قطرة قطرت من سماواتك الى ارضك ، من يوم خلقت الدنيا الى يوم القايمة فى كل يوم ألف مرة
اللهم صل على سيدنا محمد عدددد ما هبت عليه الرياح و حركته من الإصان و الأشجار و الأوراق و الثمار و جميع ما خلقت على أرضك و ما بين سماواتك من يوم خلقت الدنيا الى يوم القايمة فى كل يوم ألف مرة ..
اللهم صلى على سيدنا محمد عدد حلمك و صل عليه عدد علمك و صل عليه عدد كلماتك و صل عليه عدد نعمتك و صل عليه ملء سماواتك و صل عليه ملء أرضك و صل عليه زنة عرشك و صل على سيدنا محمد عدد ما جرى القلم به فى أم الكتاب و عدد ما خلقت فى سبع سماواتك و عدد ما أنت خالق فيهن إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..
اللهم صل على سيدنا محمد عدد من يسبحك و يهللك و يكبرك و يعظمك من يوم خلقت الدنيا الى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة
اللهم صل على سيدنا محمد عدد أنفاسهم و ألفاظهم و على سيدنا محمد عدد كل نسمة خلقتها فيهم من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القايمة فى كل يوم ألف مرة
اللهم صل على سسدنا محمد عدد نجوم السماء من يوم خلقت الدنيا الى يوم القيامة فى كل يوم أل مرة
اللهم صل على سيدنا محمد ملء ارضك بماحملت و أقلت من قدرتك ،و صل عليه عدد ما خلقت فى سبع بحارك مما لا يعلم علمه إلا انت و ما أنت خالقه فيها إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة
الللهم صل على سيدنا محمد عدد الرمل و الحصى فى مستقر الأرضين و سهلها و جبلها من يوم خلقت الدنيا الى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة
اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما خلقته على جدييد أرضك فى مستقر الأرضين شرقها و غربها سهلها و جبالها و أوديتها و طريقها و عامرها و عابها و غامرها الى سائر ما خلقته عليها و ما فيها من حصاة و مدر و حجر من يوم خلقت الدنيا الى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة
اللهم صل على سيدنامحمد قمرك السارى فى فلك الهدى و بدرك الساطع فى فجر الرضا و إشراقك التام فى صبح القبول و ظهرك الظاهر و عصرك الزاهر و نورك الباهر فى وقت غروب منارات العقول .
اللهم صل على سيدنا محمد شمس الله المشرقة الساطعة النيرة و قطب فلك دائرة الوجود الزاهية الزاهرة ، و مشكاة الأنوار الصافية الباهرة
اللهم صل على سيدنا محمد نور الله فى سمائه و هداية الله فى أرضه و خليفة الله فى خلقه و رعاية الله فى ملكه ...
اللهم صل على سيدنا محمد ضياء العقول و مشكاة الأفكار و هداية النفوس و نور الأبصار و عبدك المختار خيرة الأخيار فجر الأسرار، محراب الأبرار ، و قبلة الأنظار ، حظيرة الأنوار ، طاعة الله ، رعاية الله هداية الله ، يسر الله
اللهم صل على سيدنا محمد عدد من لم يصل عليه و صل على سيدنا محمد و على آله سيدنا محمد كما يجب أن يصلى عليه ، اللهم صل على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه حتى لا يبقى شىء من الصلاة عليه ...
اللهم صل على سيدنا محمد فى الأولين و فى الآخرين و فى الملأ الأعلى لإلى يوم الدين ، ماشاء الله لا قوة الا بالله العظيم
و أختم و أقول
اللهم صل على سيدنا محمد صلاة توصلنى إليه ، و تجمعنى عليه و تقربنى لحضرته و تمتعنى برؤيته فأشاهده عيانا و أراه يقظة و مناما، و تقع عين قلبى على عين ذاته و أحظى بعطفه و أفوز بمناجاته ، و اهدنى بنورك نور اليقين و أيدنى بروح منك يا أرحم الراحميين و أن أعمل صاحا ترضااه و أدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحيين .........
و صلى اللهم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد و كما صليت و باركت على سيدنا ابراهيم و على آل سيدنا ابراهيم أنك حميد مجيد
الفااااااااااااااااااتحة
اسنودعكم الله فى أخير الصلوات على رسول الله
و للحديث بقية بإذن الله
بعتذر ان كان فى خطأ فى الحروف فقط للسرعة فى الكتابة
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم السبت 06 مارس 2010, 6:44 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميييل جدا يانور وشكرا على المتابعة ياد/عمرو وجزاكم الله خيرا وجعله الله فى ميزان حسناتكم وانتظر البقية يانور ومن الجميع لسةفيه احتفالات كتييير وربنا يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم السبت 06 مارس 2010, 6:48 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على احسن من ربى خلق ليضفى على الحسن العبق باحسن خلق وخلق
أروع القيم الحضارية في شمائله الكريمة يحسن بنا بعد سرد القيم الحضارية النبيلة لبعض شمائله الكريمة، لنشاهد من جمال خلقه ومكارم خلقه ما لم يحوه قط أحد من البشر قبله ولا بعده، ((فقد كان يمتاز من جمال خلقه وكمال خلقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر...))(1).
واكيد احنا نفسنا نعرف اشياء من هذا القبيل عن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)
جمال خلقه وحسن هندامه أجمع كل من رأى رسول الله من المسلمين والكفار، والعرب والعجم، على وصفه بأجمل الصفات وأحسن النعوت، مما يدل على تبوئه على أعلى منزلة من الكمال البشري. النبي الكريم في ريشة علي بن أبي طالب:قال وهو ينعت رسول الله : (لم يكن بالطويل الممغط، ولا بالقصير المتردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم، وكان على الوجه تدوير، وكان أبيضا مشربا، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد ششن الكفين، والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي من صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله(1).
رسول الله في عيني أم معبد:
قالت أم معبد عن رسول الله وهي تصفه لزوجها حين مر بخيمتها مهاجرا إلى المدينة: ظاهر الوضاءة أبلج(2) الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة(1)، ولم تزر به صلعة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف(2)، وفي صوته صحل(3)، وفي عنفه سطح، أحور، أكحل، أزج(4)، أقرن(5)، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة لا تقحمه عين من قصر، ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا...(6).
مقارنة بين الوصفين:
لا ريب أن كلا من أم معبد وعلي بن أبي طالب ذكر ما شاهده من الجمال و الكمال في شخص رسول الله ، وهناك بين الوصفين اختلاف تنوع اقتضه اختلاف الواصفين وهاكم مقارنة لطيفة بين الوصفين:
1- إن وصف أم معبد لرسول الله لا يمت إلى أي معتقد ديني في رسول الله، حتى يقال أن وصفها له جاء من باب الغلو والإطراء الذي يحدث غالبا عندما يصف الإنسان من يقدسه من نبي أو رجل صالح، وعليه فإن موافقتها لما قاله علي بن أبي طالب في وصف الرسول يدل أيضا على أنه لم يكن مبالغا في ذكر محاسنه عليه الصلاة والسلام.
2- إن لكل من الرجال والنساء مقاييس قد تتحد وقد تختلف في اعتبار الجمال والكمال في الإنسان، ومع ذلك لم يذكر واحد منهما ما يدل على صفة غير مرغوبة في رسول الله.
3- إن وصف أم معبد لرسول الله كان في أول لقاء له وهو في سفر خائفا يترقب، وجائع و عطشان، أضف إلى ذلك أنه في الثالث والخمسين من عمره، ولم يختلف وصفها إياه عن قول من عرفه شابا يافعا، مقيما بين أهله مطمئنا، مما يشهد على استواء أحواله في الحل والترحال، والخوف والأمن، والشباب والشيخوخة، نور على نور.
حسن هندامه:
كان رسول الله حسن الهندام وكامل الزينة ومرتب الأزرة، غير مفرط في تجمل، ولا مفرط في تقشف، بل كان كل أمره وسطا.
وهذه بعض الصور الجميلة لهندامه بأبي هو وأمي: عنايته بشعره: فقد كان يرتب شعره ويعتني به (فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أرجل رسول الله وأنا حائض)(1)، وعنها رضي الله عنها أيضا قالت: (إن كان رسول الله ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل...)(2)، وذلك ليجمع بين جمال الظاهر والباطن، وبين رعاية حق الله في استعمال يمينه في المحترمات، وبين حق الخلق في الظهور أمامهم بشكل أنيق.
صفة ثوبه: حيث كان له ذوقه الخاص في جنس الثياب وألوانها (فعن أم سلمة رضي الله عنها كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسه القميص)(1)، وعن أنس بن مالك قال: (كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسه الحبرة)(2) ، (وعن أبي جحيفة قال رأيت النبي وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بريق ساقيه)(3)، (وعن ابن عباس قال رسول الله عليكم بالبياض من الثياب ليلبسها أحيائكم، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم)(4).
نوع نعله وخفه: فقد لبس منهما شتى الصناعات والماركات (فعن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النجاشي أهدى النبي خفين أسودين ساذجين فلبسهما، ثم توضأ ومسح عليهما)(5)، (وعن عيسى بن طهمان قال: أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين جرداوين لهما قبالان، قال: فحدثني ثابت – بعد – عن أنس: أنهما نعلي النبي (1).
نوع خاتمه: وكان للفضة حضورا في زيته وهندامه، غير أنها لم تطغه أو تلحقه في عداد المسرفين، وكان تزينه بها من جانب آخر يعكس حاجته إليه، (فعن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي اتخذ خاتما من فضة وجعل فصه مما يلي كفه، ونقش فيه محمد رسول الله، ونهى أن ينقش أحد عليه...)(2).
اللهم احينا على سنته وامتنا على هديه صلوات ربى وسلامه عليه
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 07 مارس 2010, 5:12 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين قال الحبيب الكريم (صلى الله عليه وسلم) ((من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)) هل هذا حديث؟ وهل إذا كان حديثا فهل الرسول صلى الله عليه وسلم ترك شيئا لأحد حتى يسن به سنة في الإسلام؟
هذا الحديث صحيح، وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها والتحذير من البدع والشرور لأنه صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) خرجه مسلم في صحيحه.
ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) خرجهما مسلم في صحيحه.
ومعنى (( سن في الإسلام )) يعني: أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس، فيدعو إليها ويظهرها ويبينها، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين
إحياءسنة رسول الله من اجملها من عبادة وما اعظمها من سنة نقدى بها من رسولنا الكريم الذى حتى قبل ان يتنزل عليه الوحىوهى ايضا سنة منسية وكثيرا ما تنفعنا فى ديننا ودنياناوخص
أهمية التفكر: إن التفكر في خلق الله تعالى يوقف الإنسان على حقيقة بديعة هي متانة الخَلْق والتدبير في كل مفردات الكون وأجزائه، وإن النظرة السليمة التي ينبغي أن نسلكها نحن المسلمين ليست التي تقف بنا عند ظواهر الأشياء، بل التي تحملنا من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب، ومن معرفة المخلوق إلى معرفة الخالق عز وجل الذي أنشأه وأبدع له النظام الذي يسير عليه، ألم تر إلى قول الله تعالى: " الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى" في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى" من فطور (3) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير (4)" (الملك)، فإنها تكشف عن عظمة خلق الله تعالى للسماوات السبع تكاملاً وتناسقاً، واللطيف في التعبير أنه حدثنا عن السماوات السبع، ولكنه عندما نفى وجود التناقض نفاه عن كل خلق الله عز وجل؛ فقد يسلم الإنسان بأن خلقاً من خلقه تعالى كالسماوات محكم ومتقن، ولكنه يشك في وجود هذه الحقيقة عندما يفكر في خلق آخر؛ فإذا به يتساءل:
لماذا خلق الله الذباب والميكروبات المهلكة؟ لماذا الزلازل التي يذهب ضحيتها الألاف من الناس؟ ولكن عليه أولاً أن يقيس ما يعرفه من خلق الإنسان بما لا يعرفه. وثانياً أن يعالج شكه باليقين، فلا يسترسل مع وساوس الشيطان.
بل يظل باحثاً عن الحقيقة حتى يكتشفها، ومن هنا جاء الخطاب الإلهي الكريم في سورة آل عمران يدعو كل فرد من أبناء البشر للنظر والتفكر في خلق الله، ودراسة الظواهر المختلفة، لأننا كلنا مسؤولون عن معرفة الحقيقة والوصول إلى درجة اليقين من الإيمان بالله تعالى، فإلى جانب البصر ينبغي أن يعمل الإنسان بصيرته أيضاً لأن العين نافذة القلب على الحياة، ولهذا أثنى على المتفكرين:" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190 الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى" جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191 " (آل عمران).
علاج نفسي
أثبتت دراسة حديثة أن خلو الإنسان بنفسه كي يتأمل عالمه الداخلي ويتعبد ويحاسب نفسه على أخطائها يزيده صقلاً وصفاء، وأشارت الدراسة إلى أن علماء الإسلام أكدوا أن في الخلوة فوائد كثيرة، منها تجنب آفات اللسان وعثراته، والبعد عن الرياء والمداهنة، والزهد في الدنيا، والتخلق بالأخلاق الحميدة، وحفظ البصر وتجنب النظر إلى ما حرم الله تعالى، كما أن التفرغ للذكر فيه تهذيب للأخلاق، وبعد عن قساوة القلب، وفي هذا إشارة إلى أهمية التمكن من عبادة التفكر والاعتبار ولذة المناجاة ومحاسبة النفس ومعاتبتها، وإن معرفتنا بعظمة الله تورث القلب الشعور الحي بمعيّته.
أشرف العبادات:
لأن التفكر عبادة لله عز وجل بأسمائه وصفاته وأفعاله، والانقطاع إليه تعالى عن غيره، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إليه تعالى، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عنه، وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في القرآن الكريم، ولم لا يكون التفكر أشرف العبادات، وهو الذي يولد المعرفة عند العبد، ولقد دعا الإسلام إلى التفكر من أجل أن تكتسب المعرفة، وعند بعضهم أن تفكر ساعة يعدل عبادة سنة، والسبب في كون ساعة من التفكر والتأمل تعادل سنة من العبادة هو أن الإنسان يستطيع في ساعة واحدة من التفكر الصحيح المثمر تغذية أسس إيمانه وتقويته، فتبرق في نفسه أنوار المعرفة وتومض في قلبه المحبة الإلهية، فيصل إلى الأشواق الروحية ويطير في أجوائها، ولما سُئل الإمام علي رضي الله عنه: كيف عرفت ربك ؟ قال: عرفت ربي بربي، أي من خلال آيات ربي، وعرفت مراد ربي بمحمد صلى الله عليه وسلم .
كما أن التفكر في آلاء الله ونعمه يولد المحبة، لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث
ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي"(1)
واقرأ إن شئت: ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير 20 (لقمان) كما أن التفكر في وعيد الله عز وجل يولد الخوف من التقصير؛ وتدبر قوله تعالي: فأنذرتكم نارا تلظى" 14 لا يصلاها إلا الأشقى 15 الذي كذب وتولى" 16 وسيجنبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكى" 18 وما لأحد عنده من نعمة تجزى" 19 إلا \بتغاء وجه ربه الأعلى" 20 ولسوف يرضى" 21 (الليل)، ولما قرأها عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ما استطاع أن يبرحها، وراح يرددها حتى أصبح، كما أن التفكر في حال المسلمين اليوم يولد الألم عند العبد المتأمل.
أسباب بعد العبد عن التفكر أسباب البعد عن التفكر كثيرة منها: 1 الجهل بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته، وأوامره ونواهيه. 2 ضعف الإيمان بالله عز وجل وباليوم الآخر، والابتعاد عن الأجواء الإيمانية. 3 التكاسل عن الطاعات والعبادات. 4 عدم التأثر بآيات القرآن الكريم. 5 الغرور وطول الأمل. 6 كثرة الفتن والشبهات والشهوات. 7 التعلق بالدنيا، والشغف بها. 8 مخالطة الفاسقين.
شروطه (1) التعود على القراءة وعلى مطالعة كتاب الكون. (2) فتح القلب للإلهامات الإلهية. (3) فتح العقل لمبادئ الشريعة. (4) النظر إلى الوجود بعدسة القرآن الكريم الذي يعد الكتاب المقروء للكون. (5) قراءة سير السلف في هذا الباب.
أنواعه هناك عدة أنواع منها: (1) التفكر في آيات اللَّه عز وجل. (2) التفكر في نعم اللَّه عز وجل وآلائه. (3) التفكر في كتاب اللَّه عز وجل أو في المناجاة والدعاء والصلاة. (4) التفكر في النفس وحالاتها ومهالكها وأساليب علاجها ونجاتها. (5) التفكر في العِبَر المؤثّرة في النفس، فقد سأل أحدهم عن معنى الأثر: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة، فقيل له: تمرّ بالخربة أو بالدار فتقول: أين ساكنوك؟ أين بانوك؟ مالكِ لا تتكلمين؟ ولهذا قال بشر الحافي: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه.
عوامل مساعدة (1) الإيمان بالله عز وجل وبمعرفته تعالى، وتعظيم حرماته. (2) استشعار عظمة الله تعالى، والانكسار بين يديه. (3) تدبر القرآن العظيم. (4) تذكر منازل الآخرة. (5) غض البصر. (6) النظر في السماوات والأرض. (7) النظر في خلق الإنسان. (8) النظر في الموتى وفي كل ما حولنا. (9) إمعان النظر لطلب العلم وتعليمه الناس: إنما يخشى الله من عباده العلماء (فاطر:28)، فبالعلم تزيد الخشية والخوف من الله عز وجل.
فلا تنسي عبادة التفكر ... إملأ عينيك بعظيم قدرة الله ... قبل أن يأتي يوم و تغمضها ولم تتفكر يوما في عظمة الله
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 07 مارس 2010, 5:15 pm
شجاعته وإقدامه صلى الله عليه وسلم
عن علي رضي الله عنه قال" كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه ".(1)
عن أنس بن مالك قال ذُكِر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كان أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلقوا قِبَل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه من سرج في عنقه السيف وهو يقول: " يا أيها الناس لن تراعوا " يردُّهم، ثم قال للفرس: " وجدناه بحرا " أو " إنه لبحر ".
قال حماد: وحدثني ثابت أو غيره قال: كان فرسا لأبي طلحة يُبطَّأ فما سبق بعد ذلك اليوم ".(2)
لقد امتاز الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام بعزيمة قوية، وشجاعة نادرة، لكمال إيمانهم وقوة يقينهم بالله، وصدقهم مع الله تبارك وتعالى، وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قمة هذه الأوصاف، من الشجاعة الأدبية والقتالية، فكان ثابت الجنان عند مخاطبة أهل الكفر والطغيان لا يخاف في الله لومة لائم، وظل مقداما شجاعا في مقارعة الأعداء والصبر على اللأواء.
حيث حضر المعارك الحاسمة، والغزوات الطاحنة، التي تبلغ ( 27 ) غزوة بدءاً بغزوة ( بواط ) وانتهاءً ( بتبوك ) فثبت كالطود العظيم، شامخا مقداما في أشد أوقات الأزمة والمحنة، وكان الأبطال المبرزون يحتمون ويتترسون به من ضرب السيوف ورمي السهام، وهو أقرب المقاتلين إلى العدو يواجههم ويقاتلهم ثابت القدم، رابط الجأش، مطمئن القلب (3).
وظلت شجاعته صلى الله عليه وسلم في الصورة المثلى التي لا يدانيه في مثلها أحد من الشجعان، مما يجعل نواصي الأبطال في تاريخ البشرية تتواضع لشجاعته وإقدامه إكبارا له وتبجيلا.
وهذا التميز الفريد سوّغ له أن يكون مأمورا بقتال المشركين إذا واجهوه ولو كان وحده، لكمال شجاعته(4), كما في قوله تعال( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرّض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ) [ النساء : 84 ].
كان محمد صلى الله عليه وسلم شجاعا لكن في رحمة، وجريئا صنديدا لكن في الحق، بطلا في تواضع وحكمة.
على عكس ما قد يحصل لكل شجاع مغوار مغتر ببطولته، طاغ في قوته ونفوذه وجبروته.
فحين يلوح نذير خوف يذعر الناس ويفزع القلوب نرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أول من ينطلق قِبَل الداعي، يسبق الفرسان الشجعان بأقرب فرس يركبه ليسرع به إلى مراده، ولفرط شجاعته وسرعة نجدته لم ينتبه لسرج فرسه ولم يكترث بعريّه منه.
ويمضي صلى الله عليه وسلم مستطلعا الأمر، مستجليا الحقيقة، على دابة غدت كالبحر في سرعة هيجانه وتقلب أمواجه، فإذا الصوت المفزع ضرب من المعتاد من الحيوان أو الجماد.
فانقلب الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الناس يطمئنهم ويبشرهم بالأمان بقوله " يا أيها الناس لن تراعوا ".
يقف وحده في الميدان ومواجهة الأخطار، ويردهم عن الخروج في طلب أثر الصوت لئلا يشق عليهم النفير إليه.
فيا لله .... أي قوة تفتق منها هذا الرفق، وأي بأس جر معه ذلك الحرص على الناس قبل النفس.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الـــكــرام الـمـكـــارم
وقفت وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم
(1) المستدرك على الصحيحين ج 2/ص 155 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(2) هذا الحديث صححه الألباني صحيح سنن ابن ماجه ج2/ص384 برقم 2254.
(3) ينظر شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم (ص 123).
(4) ينظر تفسير ابن كثير (1/530) وتفسير القرطبي (5/90) وأخلاق النبي في الكتاب والسنة (3/1343).
(5) أبيات من قصيدة أبي الطيب المتنبي.
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الثلاثاء 09 مارس 2010, 11:15 am
عدله وإنصافه صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل ...".(1)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ". (2)
العدل مطلب إيماني مقدس، وخلق رباني نفيس، كيف لا وقد أنزله المولى سبحانه على رسله قرينا للكتاب الذي يهدي الناس لتوحيده وعبادته، قال تعالى: ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ).(3)
إنه أساس الدين، به قامت السماوات والأرض، وبعثت الرسل، وأنزلت الكتب، وصلحت الحياة، وشرفت الآخرة، ونصبت الموازين، وثبتت القرب من الرب تعالى يوم الدين.
والإسلام دين العدالة، وأمته الأمة الوسطية، التي اختار الله لها نبيها محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى على الناس برسالات الله، خير من تعبّد الله تعالى بالعدل والإحسان في القول والحكم والمعاملة، مع النفس والناس، القريب والغريب، مع ما تهيأ له من أسباب القوة والنفوذ والسلطة.
وإن موقفا واحدا من بطولات عدله صلى الله عليه وسلم لينطلق بمعانٍ غزيرة من الإنصاف يعجز عنها البيان ويكّل منها الوصف.
ذلكم موقفه صلى الله عليه وسلم مع امرأة انتهكت حدا من حدود الله سبحانه؛ تروي لنا عائشة رضي الله عليها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: ومن يكلم فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلّمه أسامة فقال رسول الله: "أتشفع في حد من حدود الله! ثم قام فخطب ثم قال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". (4)
لعمر الله ما أعظم هذا القسم بالله، وما أعظم ما أقسم به، لقد عاهد ربه سبحانه أن يحكم بين الناس بالعدل ولو كان الظالم بضعة منه، وحاشا ابنته رضي الله عنها أن تتلطخ بهذا الذنب، ولكنه منطق الحق ومقالة الصدق التي تجري أحكامها وتظهر آثارها على القريب والبعيد والشريف والوضيع والمسلم والكافر.
لقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم قوّاما بالعدل بل يتعداه إلى الفضل والإحسان ويرغب أصحابه وأمته بفضله، كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة، فجعل في مقدمة المثابين بالظلال الوارفة، والأفياء الباردة في يوم تدنو فيه الشمس الحارقة من رؤوس الخلائق، الإمام العادل وبدأ به قبل غيره لما في إقامة العدل بين الناس من صلاح أمور الدين والدنيا، واستقامة شؤون الحياة وانتظام أمر الدولة.
وفي الحديث الآخر كان المقسطون الملتزمون به في كل ما أمر به هم أحباب الله تعالى ( إن الله يحب المقسطين) (5)، الذين يقربهم من جلاله يوم العرض الأكبر ويشرفهم بدنوه منهم، ويجلسهم على منابر من نور.
منابر ليست مقاعد ولا كراسي، بل منابر عالية يجلسون عليها رفعة لهم وعزة وكرامة، لاستعلائهم على شهواتهم وترفعهم عن أهوائهم.
من نور يضئ بهم زيادة في تشريفهم ونعيمهم ليراهم الخلق أجمعون.
وختام ذلك الفضل العظيم الدنو من الرب جل جلاله، وأكرم به من نعيم وشرف كبير، " على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين " ما أعظمك ربنا وما أكرمك، وما أوسع فضلك وما أبلغ ثوابك.
وما أحرنا أن نتحلى بهذا الخلق العظيم مع أنفسنا وأهلينا وما ولّينا.
(1) صحيح البخاري ج6/ص2496.
(2) صحيح مسلم ج3/ص1458.
(3) سورة الحديد: الآية 25.
(4) صحيح البخاري ج3/ص1282.
(5) سورة المائدة: الآية 42.
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأربعاء 10 مارس 2010, 6:56 pm
صدقه ومروءته صلى الله عليه وسلم
إذا كان الصدق خلقاً تدعو إليه الفطرة وتحبّذه – ولو لم يكنن هناك شرع يدعو إليه ويرغب فيه- فإن كل ذي فطرة سليمة يحافظ عليه ويلتزم به على كل أحواله.
وقد اشتهر بعض أشراف العرب بذلك قبل الإسلام لأغراض دنيوية، واعتبارات اجتماعية، فإذا عُلم من أحدهم كذباً سقط من اعتبارهم، وانتزعت الثقة منه، وباء بخسارة تجارته وانتقاص منزلته.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد تحقق فيه خلق الصدق والمروءة بأبهى صورها منذ بزوغ نجمه، ونعومة أظفاره، واطراد شبابه، محبة له وقناعة بقيمته وحسن عاقبته، فما كان يعرف في قومه إلا بالصادق والأمين ولماً يوح إليه بعد.(1)
وحينما اختاره ربه تبارك وتعالى لتبليغ رسالته، وبيان شريعته، كان رسوخ الصدق في شمائله عظيماً والداعي إليه كبيراً، حيث كان من دلائل نبوته، وأمارات اصطفائه.
يؤكد ذلك قول الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)(2) وقال تعالى: (قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم)(3).
فكانت رسالته هي الصدق كله والحق عينه، ويستحيل أن ينحرف لسانه أو يتطرق إلى منطقه وسلوكه حرف زور أو ميل وجور، ولذا فإن تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن آفة الكذب عمداً أو سهواً واجبٌ بالدليل الشرعي، والعقلي، والبرهان السابغ والإجماع.
إن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة، رسالة دائمة على ممر الزمان ويستحيل عقلاً وواقعاً تواتر العمل بها واستمرائها من غير مقومات راسخة ودعائم متينة من الصدق الذي لا تحريف فيه ولا كذب في نقل الخبر وبيان الأثر.
فالثبات والاستمرارية يتطلبان ضرورة وجود العصمة في نقل الأخبار حتى تتلقاه الأمة، ويستقر تعلقه في الذمّة.(4)
ولقد كانت هيئة النبي صلى الله عليه وسلم وقسماته النيرة شاهداً آخر على مبلغ مكانته من الصدق، في الجد والهزل، والقول والفعل، وأنه الصادق المصدق، كما ثبت من الحبر عبدالله بن سلام (رضي الله عنه) الذي ما إن رأى النبي صلى الله عليه وسلم حتى استيقن صدقه وعرف أن وجهه ليس بكذّاب، وأعلن إسلامه وتبرأ من كيد اليهود وتكذيبها وعنادها.
وأجاد عبد الله بن رواحة حين قال:
لو لم تكن فيه آيات مبينة ** كانت بديهته تنبيك بالخبر(5)
وكانت شهادة زوجه خديجة (رضي الله عنها) في أوائل نبوته وبدء نزول الوحي عليه بالصدق المعهود والمروءة التامة من دلائل اصطفاء الله له، وبشائر إرادة الخير له، وحفظه من كل سوء، قالت: "أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبداً، فو الله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث...".(6)
فهذه شهادة من خبر أخلاقه، وسبر أحواله، وعرف سيرته ولا ينبئك مثل خبير.
قال الكاتب المستشرق الانجليزي (Heg Wells): "إن من أرفع الأدلة على صدق محمد كون أهله وأقرب الناس إليه يؤمنون به، فقد كانوا مطلعين على أسراره، ولو شكّوا في صدقه لما آمنوا به."(7)
(1) يبنظر: أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة (1/412).
(2) سورة النجم، الآية: 3-4.
(3) سورة النساء، الآية: 170.
(4) ينظر: شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم ص480.
(5) أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة (1/412).
(6) متفق عليه.
(7) الإسلام والرسول في نظر منصفي الشرق والغرب (ص132).
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الخميس 11 مارس 2010, 12:11 am
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلامعلى خير المرسلين وخير البشرة للعالمين
الرسول صلى الله عليه وسلم مبشّرا
وبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) } الأحزاب " بشّروا ولا تنفروا، ويسّروا ولا تعسّروا".
بشرى لنا الاسلام إن لنا
من العناية ركنا غير منهزم
لما دعا الله داعينا لطاعته
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
من أعظم صفاته صلى الله عليه وسلم أنه مبشر:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45)} الأحزاب، فهو صلى الله عليه وسلم الذي أتى بالبشارة الكبرى، وهي الإيمان بالله والبشارة بعفوه وغفرانه ورضوانه ورحمته، والبشارة بجنة عرضها السموات والأرض، وقد بشّر صلى الله عليه وسلم بتوبة الله على من تاب وعفوه عمن أناب، فجلّ الذين بشارة، فقد بشّر عليه الصلاة والسلام بان الوضوء يحطّ الخطايا وأن الصلاة ورمضان والحج والعمرة كفارات لما بينها من الذنوب إلا الكبائر، وبشّر من فقد عينيه بالجنة، وبشر من فقد ابنه بقصر في الجنة، وبشّر من أصابه مرض بأنه يمحو الخطايا، وأن من أراد الله به خيرا ابتلاه، وبشّر من انتظر الصلاة أن الملائكة تصلي عليه وتدعو له ما لم يحدث، وبشّر من سبح تسبيحة واحدة بغرس نخلة له في الجنة، وأن من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وأن من أذنب ذنبا ثم توضأ وصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له، وبشّر أن من أصابه مرض أو وصب أو نصب أو هم أو غمّ أو حزن حتى الشوكة يشاكها جعلها الله كفارة له من الذنوب.
وجاء بكتاب عظيم وذكر حكيم يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بان لهمأجرا حسنا ونهاهم عن اليأس:{ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)} يوسف.
وعن القنوط:{ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}.
ونهاهم عن الحزن:{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا } آل عمران 139.
ولما أرسل رسله الى البلدان ودعاة الى الله قال لهم:" بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا"، وحذّر من التشديد والتنفير فقال:" يا أيها الناس! إن منكم منفّرين، من صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة" أخرجه البخاري [ 90، 702] ومسلم 466 .
وذمّ المتكلفين في الدين، وبشّر عائشة ببراءة الله لها، وبشر كعب بن مالك بتوبة الله عليه، وبشر جابرا بأن الله كلم أباه، وبشر المسلمين بدخول زيد وجعفر وابن أبي رواحة الجنة، وبشر بلال بأنه سمع دفي نعليه في الجنة، وبشّر أبيّ بن كعب بأن الله ذكره في الملأ الأعلى، وبشّر العشرة بالجنة، وبشّر أهل بدر بأن الله قال لهم:" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" أخرجه البخاري [ 3007، 3983] ومسلم 2494 عن علي رضي الله عنه. وبشّر أهل البيعة تحت الشجرة برضوان الله، وبشّر الذي لازم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} الإخلاص، بأن الله يحبه، وبشّر رجلا صلى معه وقد أصاب حدّا بأن الله غفر له.
وبالجملة فمن أعظم خصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم إدخال البشرى على الناس وإسعادهم.
بشرى من الغيب ألقت في فم الغار وحياً وأفضت الى الدنيا بأسرار
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الخميس 11 مارس 2010, 3:28 am
رد رائع بارك الله فيكم وأثابكم ننتظر المزيد
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 12 مارس 2010, 9:02 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراجدا على المتابعة وجزانا الله واياكم الخير ووفقنا الى مايحبه ويرضاه وارجو ان انوه الى انه لم يبقى الكثير فى الاحتفال فليتنا نسرع فى سرد اكبر مايمكن عن خلقه الكريم (صلى الله عليه وسلم) كى يكون لدينا الكثير من المعلومات عنه
بسم الله والصلاة والسلام على الرحمة المهداة
كان خلقه القرآن(صلى الله عليه وسلم)
ثبت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت ذلك في وصف النبي صلى الله عليه وسلم . فقد جاء في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة ، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل ، فقال : ( فَقُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَت : أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ ؟ قُلتُ : بَلَى . قَالَت : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ . قَالَ : فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ ...الخ ) رواه مسلم (746)
وفي رواية أخرى : ( قُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ . قَالَت : يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ ؟ قَالَ اللَّهُ : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآنُ ) أخرجها أبو يعلى (8/275) بإسناد صحيح . قال النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" (3/268) : " معناه : العمل به ، والوقوف عند حدوده ، والتأدب بآدابه ، والاعتبار بأمثاله وقصصه ، وتدبره ، وحسن تلاوته " .
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/148) : " يعني أنه كان يتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه ، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه ، وجاء في رواية عنها قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ ) " انتهى . وقال المُناوي في "فيض القدير" (5/170) : " أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك . وقال القاضي : أي خلقه كان جميع ما حصل في القرآن ، فإنَّ كُلَّ ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحَلَّى به ، وكل ما استهجنه ونهى عنه تَجَنَّبَه وتَخَلَّى عنه ، فكان القرآن بيان خلقه ... " انتهى .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" (2/430-442) : " بيان جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء والتقطها من الأخبار ، فقال : كان أحلم الناس ، وأشجع الناس ، وأعدل الناس ، وأعف الناس ، لم تمسَّ يده قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه ، وكان أسخى الناس ، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ، وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفَجَأَهُ الليلُ لم يأو إلى منزله حتى يتبرَّأَ منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، لا يُسأَلُ شيئا إلا أعطاه ، ثم يعود على قوت عامه فيؤثِرُ منه حتى إنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء ، وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم
معهن ، وكان أشد الناس حياء ، لا يثبت بصره في وجه أحد ، ويجيب دعوة العبد والحر ، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويكافئ عليها ، ولا يأكل الصدقة ، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ، وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه ، وَجَدَ مِن فُضَلاء أصحابه وخيارهم قتيلا بين اليهود فلم يَحِفْ عليهم ولا زاد على مُرِّ الحق ، بل وداه بمائة ناقة وإنَّ بأصحابه لحاجة إلى بعير واحد يتقوون به ، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع ، ولا يتورع عن مطعم حلال ، لا يأكل متكئا ولا على خِوان ، لم يشبع من خبزٍ ثلاثةَ أيام متوالية حتى لقي الله تعالى ، إيثارا على نفسه لا فقرا ولا بخلا ، يجيب الوليمة ، ويعود المرضى ، ويشهد الجنائز ، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس ، أشد الناس تواضعا ، وأسكنهم في غير كبر ، وأبلغهم من غير تطويل ، وأحسنهم بِشْرًا ، لا يهوله شيء من أمور الدنيا ، ويلبس ما وجد ، يردف خلفه عبده أو غيره ، يركب ما أمكنه ، مرة فرسا ، ومرة بعيرا ، ومرة بغلة ، ومرة حمارا ، ومرة يمشي حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة ، يعود المرضى في أقصى المدينة ، يحب الطيب ، ويكرة الرائحة الرديئة يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم ، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر ، وكان له عبيد وإماء لا يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس ، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه ، لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته [ الزمانة : المرض المزمن ] ، ولا يهاب ملكا لملكه ، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا .
ومما رواه أبو البختري قال : ما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة ، وقال : ( إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا ) ، وكان إذا سئل أن يدعو على أحد ، مسلم أو كافر ، عدل عن الدعاء عليه إلى الدعاء له ، وما ضرب بيده أحدا قط ، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم ، وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه ، فقال : محمد رسول الله ، عبدي المختار ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، وكان من خلقة أن يبدأ من لقيه بالسلام ، ومن قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر ، ولم يكن يُعرَف مجلسه من مجلس أصحابه ، قال الله تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران/159
قد جمع الله له السيرة الفاضلة والسياسة التامة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ، نشأ في بلاد الجهل والصحارى في فقره وفي رعاية الغنم ، يتيما لا أب له ولا أم ، فعلمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق ، والطرق الحميدة وأخبار الأولين والآخرين ، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة والغبطة والخلاص في الدنيا ، ولزوم الواجب وترك الفضول ،
وفقنا الله لطاعته في أمره والتأسي به في فعله آمين يا رب العالمين
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم السبت 13 مارس 2010, 8:12 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الخاتمة
وكما كان 12 ربيع الاول هو يوم مولد الرسول العظيم حيث اشرقت البشرية كلها بنوره كان ايضا هو يوم ان توفى الحبيب الكريم(صلى الله عليه وسلم) ولكن النور لم ينطفئ ولن ينطفئ حتى حتى يرث الله الارض وما عليها فرحمة الله عليه وفداه روحى ومالى ونفسى وابى وامى وصلوات ربى وسلامه عليه كما ينبغى ان تكون
هذه مساهمة بسيطة مني، ضئيلة هى في بحر رسول الله، متأخرة كثيرا عما تمنيت أن أفعل، مقصرة هى في حقه(صلوات ربى وسلامه عليه) الذي من حقه علينا أن نعرفه ونقتضى به ، الله أسأل أن يتقبل مني، ويغفر لي تقصيري في حقه (صلى الله عليه وسلم) ، وأن يجعل هذا الموضوع المتواضع نقطة في بحر التعريف برسول الله أعظم البشر وأحبهم إلى قلبي، وأن يجمعني به يوم القيامة وقراء هذا الموضوع في الجنة ان شاء الله، فهذا هو غاية الحلم عندي في مخيلتي
وارجو الله ان الا اكون قد اطلت عليكم او ارهقتكم
كما ادعوه ان يتقبل وهو والرسول الكريم منى ومنكم ماقدمنا وان يجعل عملنا خالصا لوجهه متقبلا منه
واعوذ بالله ان اذكركم وانسى نفسى ثم اعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون به الى الجنة ويلقى به فى جهنم
واسالكم الدعاء لنا وللمسلمين
مادعوة انفع ياصاحبى************** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتكم الرحمن ياقارئا************* ان تسال الغفران للكاتب
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
???? زائر
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 14 مارس 2010, 3:44 am
جزاكم الله خيراً على ما قدمتموه من تعريف بصفات خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم والله اسأل أن يوفقكم لما فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 14 مارس 2010, 12:30 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على المتابعة وآسفة على اللينك اللى مافتحش يارب ده يفتح http://www.mediafire.com/?2t222ztyjky اسال الله ان ينفعنا به واياكم
عبدالرحمن بدون لقب
عدد المساهمات : 1181 تاريخ التسجيل : 02/07/2009 العمر : 33 الموقع : www.nooran.com
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 14 مارس 2010, 2:24 pm
جزاكم الله كل خير
EMan بدون لقب
عدد المساهمات : 103 تاريخ التسجيل : 19/10/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأحد 14 مارس 2010, 7:01 pm
جزاكم الله كل خير ماشاء الله التوبيك تقريبا كامل من كل الجوانب بارك الله فيكم وثبتكم على طريق الخير
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأربعاء 09 فبراير 2011, 9:43 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودة طيبة لأيام مباركة كلها خير وطيبات
كنا ها فى العام الماضى حيث استمتعنا بالحيدث عنه " صلى الله عليه وسلم "
اسال الله ان يكون بوسعنا عمل شئ ولو بسيط ايضا هذه السنة
أدعو للجميع للمشاركة فى هذا الاجر اعرف انه صعب فى الايام دى ولكن ولو بقليل من الوقت لسيرته "صلى الله عليه وسلم"
اسال الله السداد والتوفيق وان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه سبحانه وتعالى ومرضية له ولرسوله صلى الله عليه وسلم
اللهم صلى وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الأربعاء 09 فبراير 2011, 9:46 am
صلى الله عليه وسلم
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم الجمعة 11 فبراير 2011, 8:40 pm
وجزاكم خيرا منه يادكتر
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم " والنجم اذا هوى * ماضل صاحبكم وما غوى * وماينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى"
عليه الصلاة والسلام
نكمل الاستمتاع بصفاته صلوات ربى وسلامه عليه
آية بدون لقب
عدد المساهمات : 1528 تاريخ التسجيل : 19/12/2009
موضوع: رد: وانك لعلى خلق عظيم السبت 12 فبراير 2011, 8:37 pm
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد
بطيـبة رسم للرســــــول ومعهـــــد
منيــر وقــد تعفــوا الرســوم وتهمــد ولا تمحي الآيــات مــن دار حرمــة
بهــا منبــر الهادي الذي كان يصعد وواضــح آثــــار وباقــــي معـــــالم
وربــع لــه فيــه مصلــى ومسجــــد بها حجرات كان ينــزل وسطــــهـا
مـن الله نــور يستضــــاء ويـــوقــــد معارف لم تطمس على العهد آيـــها
أتاهــا البلــى فالآي منـــها تجـــدد عرفت بها رســـم الرســول وعهــده
وقرا بها واراه في التــــرب ملحــــد ظللت بها أبكي الرسول فأسعـــدت
عيــون ومثــلاها من الجفن تسعــد تذكــــرن آلاء الرســــول ومـــا أرى
لها محصـــيا نفســي فنفســي تبلــد مفجعة قد شفهـا فقــــد أحمـــد
فظلــت لآلاء الرســـــول تعــــدد وما بلغت من كـــل أمــر عشيــره
ولكن لنفسـي بعــــد ما تــوجــد أطالت وقوفا تذرف العين جهدهــــا
علــى طلل القبر الذي فيه أحمــد وبورك لحد منك ضــــم طيـــبا
عليه بناء مــــن صفيــــح منضــد تهيل عليه التــــرب أيد و أعين
عليــه وقــد غــارت بذلك أسعـد لقد غيبوا حلما وعلــــما ورحمــة
عشية علوه الثــرى لا يــوســـد يبكون من تبكي السماوات يومــــه
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمــــد وهل عدلت يوما رزيــــة هالــك
رزية يوم مات فيــــه محمـــد تقطع فيه منزل الوحــي عنــهم
وقــد كــان ذا نـور يغور وينجد إمام لهم يهديهم الحق جاهـــدا
معلم صــدق إن يطيعــوه يسعــدوا عفو عن الزلات يقبــــل عذرهــم
وإن يحسنوا فالله بالخير أجـــود وإن ناب أمر لم يقومــــوا بحملــه
فمن عند ه تيسيــر مــا يتشــدد فبينا هم في نعمـة الله بينهــــم
دليــل بـــه نهج الطريقة يقصـد عزيز عليه أن يجــوروا عن الهــدى
حريص على أن يستقيمــوا ويهتــدوا عطوف عليهم لا يثنـــي جناحــه
إلى كنف يحنـــوا عليهــم ويمهـد فبيناهم في ذلك النـــــور إذ غــدا
إلى نورهم سهم من المــــوت مقصــد وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعــــها
لغيــبة ما كانت من الوحي تعهد فأصبح محمـــــودا إلى الله راجــــعا