الآيات
عن ابن عباس, قال: قال سكين وعدي بن زيد: يامحمد ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى, فأنزل الله في ذلك من قولهما: .....الاَيات. وقال ابن جرير: عن محمد بن كعب القرظي, قال: أنزل الله {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء} إلى قوله: {وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً} قال: فلما تلاها عليهم يعني على اليهود, وأخبرهم بأعمالهم الخبيثة, جحدوا كل ما أنزل الله وقالوا: ما أنزل الله على بشر من شيء, ولا موسى ولا عيسى ولا على نبي من شيء, قال: فحل حبوته, وقال: ولا على أحد, فأنزل الله عز وجل {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} وهي رد عليهم لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء, قال الله تعالى: {فقد سألوا موسى أكبر من ذلك} ثم ذكر فضائحهم ومعايبهم وما كانوا عليه وما هم عليه الاَن من الكذب والافتراء, ثم ذكر تعالى أنه أوحى إلى عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, كما أوحى إلى غيره من الأنبياء المتقدمين,
وخلقا من قبلك " رسل علمتهم " وهم
آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعيب وموسى وهارون ويونس وداود وسليمان وإلياس واليسع وزكريا ويحيى وعيسى, وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وخلقاً آخرين لم يذكروا في القرآن, وقد اختلف في عدة الأنبياء والمرسلين, والمشهور في ذلك حديث أبي ذر الطويل, وذلك فيما رواه ابن مردويه رحمه الله في تفسيره حيث قال: عن أبي ذر, قال: يارسول الله, كم الأنبياء ؟ قال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً». قلت: يارسول الله, كم الرسل منهم ؟ قال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير». قلت يارسول الله, من كان أولهم ؟ قال: «آدم» قلت: يارسول الله, نبي مرسل ؟ قال: «نعم خلقه الله بيده, ثم نفخ فيه من روحه, ثم سواه قبيلاً» ثم قال: «يا أبا ذر, أربعة سريانيون: آدم وشيث ونوح وخنوخ وهو إدريس, وهو أول من خط بالقلم, وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر, وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى, وأول النبيين آدم, وآخرهم نبيك»