وريث الصعاليك
وفي يوليو من العام 1898م ولد وريث الصعاليك "عبد الحميد الديب" بقرية "كمشيش"، إحدى أعمال محافظة المنوفية بمصر
واليكم بعض قصائده ومواقفه الطريفه:
قربان البؤس
______
مَرُّوا على الدار يومَ العيد ضِيفَانا
يرجون منها نداها كالذي كانا
والدارُ حين رأتْهم مُقْبلين لها
تعاوَرتْ في البُكا أهلاً وبُنْيانا
****
يا معشرَ الدّيب وافَى كلُّ مُغْتربٍ
إلا غريبَكمُ في مصرَ ما بانا
ذبحتُمُ الشاةَ قُرباناً لعيدكمُ
والدهرُ قدَّمني للبؤس قُربانا
****
ليت العبادَ كلابٌ.. إنَّ كلبتَنا
لمّا تزلْ لحفاظِ الودِّ عنوانا
تحّملتْ قِسْطَها في البؤس صابرةً
لم تشكُ جُوعاً ولم تَستْجدِ إنسانا
لم يتركِ الدهرُ إلا شِيخةً عكفُوا
من فاجعات الرَّدى صُمّاً وعُميانا
من كان يحسدني فليرتقِبْ سَحَراً
أنّي على الجوع أطوي الأرضَ حَيرانا
لِيلتمسْني لدى الخمَّار يحبسني
في القسم آناً وفي حانوته آنا!..
****
فلسطين الدماء
_______
أقَتَلْتِهِمْ بالحُسن أم قتلوكِ
الشمس أمك .. والهلال أبوك
دار النبوة .. والعروبة .. والهدى
خَفَروا ذِمامَكِ بالدم المسفوك
جهلوا عليك ، وما دروك فأمعنوا
في قتل قومك .. ليتهم عرفوك
تِيهِي "فلسطين الدماء" على الورى
إنَّ الملائك والملوك بنوك
فلَربَّ ظبي من بنيك مُهفهف
بجماله وحسامه يفديك !!
نامت عيون الناس إلا عينه
حتى يصيب الثأر من راميك
ولرب شيخ من بنيك محطم
بَهَرَ الوجود صِباً .. لكي يحميك
تعس اليهود فما لهم من ذمة
لو لم تكوني مُرّةً أكلوكِ